الثلاثاء 6 ديسمبر 2022 | 10:59 م

الأمن القومى المصرى والامتداد الاقليمى وعلاقة مصر بمحيطها

شارك الان

مذكرات مراسل صحفى..الحلقة السابعة
الرحلة
 

واستكمالا للجزء السادس، كانت الليلة الأخيرة بالقاهرة ومن المقرر ان يكون غدا هو اليوم المقرر للسفر ومن خبرات السفر السابقة ، فى تلك الظروف قمت بتجهيز شنطه بسيطة جدا هاند باج وكنا فى الصيف والجو حار ، وعدد من الاطعمة الجافة بسكويت ومعلبات بسيطة تكفى لمدة أسبوع واحد فقط، وزجاجتين مياة ، وأدوية طوارئ الخ واعددت كل شيئ بشكل جيد وكذلك جواز السفر ، والسيوله الماليه، ولم اذق طعم النوم كالمعتاد فى مثل تلك الظروف وغيرها ، وتوجهت صباحا مع زوجتى وابنى الصغير ذو الست أعوام وقتها إلى موقف سيارات الترجمان ، وكان وداعا قاسيا بالبكاء الصامت فى أول الامر لرحلة المجهول ، وبكينا جميعا فى الوداع وركبت السيارة،  وهى عبارة أتوبيس كبير لكن ليس فاخرا بما يكفى أغلب من فيه او اغلبهم من العمال المصريين من عماله مختلفة من مهن المعمار وعدد من الاطباء والمهندسين ومهن أخرى،  وعدد من المواطنيين الليبيين اغلبهم من المنطقة الشرقية ، وتحرك الركب صوب الحدود المصرية الليبية باتجاه منفذ أو معبر السلوم الحدودى بين مصر وليبيا ، وتذكرت أثناء عبور وصعود هضبة السلوم اغنبة واحنا فايتين على الحدود والرائع عمار الشريعى وفريق الأصدقاء،  وكان الحزن شديد جدا ، وكلماتها الرائعة واللحن المميز ،وكلماتها صرت ادندن بها "أحنا فايتين علي الحدود مستمرين فى الصعود، اختفى النيل الجميل من تحتنا و المدن و الريف و اول عمرنا
و ابتدى شئ ينجرح جوه الوجود و ابتدينا أسئلة مالهاش ردود، ميلنا ع الشباك نخبى دمعة فرت مننا ميلنا ع الشباك نخبى دمعة فرت مننا، بصة م الشباك على البحر البعيد و احنا رايحين بالآمل عالم جديد، كنت فاكرة يا مصر انى تعبت منك واكتشفت انى محال استغنى عنك
حتى دوشة صوت جيرانى و الزحام وحشونى تانى
بسمة حلوة لطفلة لسه صغيرة لما كنت اديها حته سكرة
قبل ما نسيبك وحشتينا يا مصر يا أمنا قبل ما نسيبك وحشتينا يا مصر يا أمنا، كنت باتذكر وانا ف غاية الأسى لعبنا الكورة فى حوش المدرسة، والشقاوة واحنا لسه صغيرين والبراءة والصحاب الطيبين، لما سألتنى اللى جنبى أنت مصرى ؟ دق قلبى، أسم زى السحر رفرف علي المكان زى نسمة مهفهفة بصوت الآدان، أيوه مصريين لآخر كل نقطة فى دمنا أيوه مصريين لآخر كل نقطة فى دمنا، الوجوه من تلج و عيون من ازاز شوقى زاد للعشرة والناس العزاز، وابتديت اكتب وانا فوق السحاب ابتديت يا حبيبي فى اول جواب، مصر أنتى حته منى مش مجرد أسم وطنى، قالوا فاضل نص ساعة على الوصول قولت أية معنى الساعات والا الفصول، إلا فى الأرض اللي فيها ذكرياتنا وحبنا إلا فى الأرض اللي فيها ذكرياتنا وحبنا
و ابتدى شئ ينجرح جوه الوجود و ابتدينا أسئلة مالهاش ردود، ميلنا ع الشباك نخبى دمعة فرت مننا، المهم بدأ التواصل مع زميل رحلة السفر فى الكرسى المجاور لى بالاتوبيس، بعد التعارف ، عرفته بنفسى، وعرفت ان اسمه محمد ويعمل دكتور بجامعة طرابلس ، وكان وقت آذان المغرب قد حل ووقفنا فى الاستراحة قرب السلوم ، وكنا فى ثالث أيام شهر رمضان المبارك ، وقمت انا وصديقى الجديد افترشنا الاسوار العريضة لان الطاولات بالاستراحه تم اشغالها جميعا ، وتبادلنا واشتركنا بما لدينا من طعام ومياة.. وكان همى الوحيد هو التدخين والمياة وبدأ التعارف بينى وبين صديقى الجديد. 
   وقد تأثرت المظاهرات والاحتجاجات فى بنغازى ومدن الشرق الليبى امتدت للغرب الليبى بموجة الاحتجاجات والمظاهرات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام ٢٠١١ وبخاصة الثورة التونسية ومظاهرات ٢٥ يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه المظاهرات الشباب الليبى الذى طالب بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، كانت الاحداث في البداية عبارة عن تظاهرات واحتجاجات سلمية، لكن مع تطور الأحداث وقيام الكتائب التابعة للزعيم الليبى الراحل معمر القذافى باستخدام الأسلحة النارية الثقيلة والقصف الجوى لقمع المتظاهرين العزل، تحولت إلى ثورة مسلحة تسعى للإطاحة بمعمر القذافى الذى قرر القتال حتى اللحظة الأخيرة وبعد أن أتم المعارضون سيطرتهم على الشرق الليبى أعلنوا فيه قيام جمهورية ليبية جديدة بقيادة المجلس الوطنى الانتقالى، وفي يوم ٢٠ أغسطس ٢٠١١ أنتفضت مدينة طرابلس وهي العاصمة الليبية وقد افلح شباب العاصمة بإسقاط العاصمة ونظام القذافى فى تسع ساعات وكان ذلك بسبب رفض الكتيبة المسيطرة على طرابلس القتال ورغبتها في حقن الدماء وبعدها في يومي ٢١ و٢٢ أغسطس دخل الثوار إلى العاصمة طرابلس المحررة من شبابها بالاحتفال وقامو جميع الثوار بسيطرة على آخر معاقل القذافى، الذى لقى مصرعه فى سرت بحلول يوم ٢٠ أكتوبر.
والى اللقاء فى الحلقة الثامنة
حوادث الرحلة..محاولة سرقة واختطاف